كلمة البروفيسور نور الدين ياسع المحافظ للطاقات المتجددة والفعالية الطاقوية ( كاملة ) في إفتتاح أشغال ورشة العمل حول الإنارة_العمومية التي نظمتها وزارة الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية بالتنسيق مع المحافظة للطاقات المتجددة والفعالية الطاقوية
بسم الله الرحمان الرحيم و الصلاة والسلام على اشرف المرسلين،
السيد المدير العام للجماعات المحلية لدى لوزارة الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية، السيدات والسادة المدراء، السيدات والسادة الحضور السلام عليكم
أود في البداية أن أتقدم بالشكر الجزيل لوزارة الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية، على تنظيم هذا اليوم الدراسي الهام حول الانارة العمومية التي تشكل واحداً من المحاور الأساسية للتحول الطاقوي وللنجاعة الطاقوية
كما اغتنم هذه المناسبة للإشادة بالتعاون الفعال بين وزارة الداخلية والمحافظة للطاقات المتجددة والفعالية الطاقوية من خلال التجسيد الفعلي والميداني لاتفاقية التعاون الموقعة بينهما في شهر فبراير 2021 حيث يتواجد في هذه الأثناء، فريقان تقنيان للمحافظة في كل من ولايتي تمنراست والبيض بغرض توفير الدعم الفني الميداني للجماعات المحلية هناك من أجل إنجاز مشاريع الطاقة الشمسية المبرمجة في المناطق المعزولة بما فيها أنظمة الطاقة الشمسية المستقلة.
للتذكير فإن الاتفاقية الاطارية تشمل المرافقة التقنية للجماعات المحلية في مختلف مشاريع التركيبات الشمسية مثل الانارة العمومية وأنظمة الطاقة الشمسية لضخ المياه وغيرها، وذلك من خلال إجراء عمليات مراقبة وتفتيش للمنشآت المنجزة من جهة و تقديم الخبرة فيما يتعلق بإعداد دفاتر الشروط و الخيارات التقنية الواجب اعتمادها من جهة أخرى، لجعل منشآت توليد الطاقة الشمسية أكثر كفاءة و يمكن استخدامها بسهولة وبشكل مستدام من قبل السكان، مع الحرص على ضمان جودة الدراسات وعملية التركيب وكدا جودة المعدات والانظمة المستخدمة.
بالإضافة إلى الزيارات الميدانية، تُعقد اجتماعات عمل مع المديرين التنفيذيين في الولايات المعنية من أجل تحسين وترشيد الاستثمارات في الطاقة الشمسية وتوجيههم نحو أنظمة فعالة ومستدامة تتكيف مع خصوصيات كل منطقة وإعطاء الأولوية للاماكن البعيدة عن شبكة الكهرباء كما يقوم الفريق التقني بتقديم التكوين الضروري لبعث المشاريع في مجال الطاقة الشمسية.
اليوم وبعد أكثر من 40 زيارة ميدانية في ولايات الشرق والغرب والجنوب، بدأنا نسجل تحسنا تدريجيا في التعاطي مع مشاريع الطاقة الشمسية مما يشجعنا على مواصلة المجهودات لبلوغ الاهداف المرجوة
السيد الأمين العام، السيدات والسادة،
في إطار تنفيذ خطة عمل الحكومة لتنفيذ برنامج رئيس الجمهورية في مجال الانتقال الطاقوي ووعيا منها بأهمية مشاريع الانارة العمومية خاصة تلك التي تشتغل بالطاقة الشمسية، قامت المحافظة بإعداد ونشر، لأول مرة في الجزائر، مرجع وطني في مجال الإنارة العمومية بما في ذلك الانارة العمومية بالطاقة الشمسية الكهروضوئية.
يأتي نشر هذا المرجع بعد عام تقريبًا من نشر المحافظة لتقريرها الأول لعام 2020 حول الانتقال الطاقوي في الجزائر، والذي ورد في توصياته التأكيد على الحاجة الملحة إلى وضع معيار وطني للإنارة العمومية.
لقد تولت المحافظة مهمة دراسة الوضع من جميع جوانبه، وبالنظر إلى العناصر الأولى التي تم جمعها في الميدان والمناقشات الصريحة مع الفاعلين والمهنيين في القطاع، فإن الحاجة الملحة لتوفير وثيقة مرجعية تبقى شرطا أساسيا لنجاح مشاريع الانارة العمومية الشمسية.
يهدف هذا المرجع مبدئيا إلى المساعدة في توحيد المفاهيم والمعارف الأساسية اللازمة للتعامل بشكل جماعي وبالحد الأدنى المطلوب من العقلانية، مع موضوع ذو اهمية كبيرة مثل الإنارة العمومية، وأيضًا لتقديم دعم تقني ملموس للجماعات المحلية في تنفيذ المشاريع الوطنية للإنارة العمومية، ولا سيما الطاقة الشمسية، تنفيذا لتعليمات السيد رئيس الجمهورية، إذ ستشكل هذه الوثيقة بلا شك دعمًا كبيرا لتعميم أنظمة LED /الطاقة الشمسية بالدقة والكفاءة اللازمتين لضمان استدامتها وتجنب الإخفاقات التي قد تؤدي إلى تشويه صورة أنظمة الطاقة الشمسية.
ويجدر بالذكر أن الجودة والاستدامة وكفاءة الطاقة وكذا استعمال الأنظمة الذكية من خلال مشاريع الإنارة العمومية، تظل أحسن وسيلة لرؤية هذا المكون يساهم بشكل فعال في برامج الانتقال الطاقوي التي تعول عليه البلاد بالنظر للاستثمارات الكبيرة التي تقوم بها السلطات العمومية في هذا الميدان.
في الأخير، فان المحافظة، تشجع من خلال إعداد هذا المرجع الوطني، استمرار هذه المبادرات التي تضع بين يدي المهنين المعنيين بالطاقات المتجددة وكفاءة الطاقة دلائل ومراجع تقنية مفيدة من أجل تنفيذ فعال للبرامج الوطنية المختلفة في هذا المجال.
شكرا لكم وأتمنى النجاح لهذا اليوم الدراسي.