شارك محافظ الطاقات المتجددة والفعالية الطاقوية البروفيسور نور الدين ياسع في ورشة عمل لتقديم وترويج الاستراتيجية الوطنية لتطوير الهيدروجين بالجزائر، والتي أشرف على افتتاحها وزير الطاقة والمناجم محمد عرقاب بمقر وزارة الطاقة والمناجم. حيث ألقى المحافظ خطابا حول اسهام المحافظة في هذه الشعبة والذي يعتبر جزء من تنفيذ خارطة الطريق لتطوير الهيدروجين في الجزائر.
كلمة السيد محافظ الطاقات المتجددة والفعالية الطاقوية.
يشرفني ويسعدني أن أشارك معكم اليوم في الورشة الخاصة بعرض وترويج الاستراتيجية الوطنية لتطوير الهيدروجين والتي ساهمت المحافظة بمعية القطاعات والهيئات المعنية وتحت إشراف من وزارة الطاقة والمناجم في إعدادها بكل فعالية.
وتندرج الاستراتيجية الوطنية لتطوير شعبة الهيدروجين في إطار رؤية شاملة تأسس لنظام طاقوي مرن ومستدام يحقق للجزائر أمنها الطاقوي على المدى البعيد كما تسمح لها بتعزيز مكانتها ودورها المحوري في مجال الطاقة.
ومن جهة أخرى، فإن تنمية شعبة الهيدروجين، خاصة الهيدروجين المتجدد أو ما يسمى بالهيدروجين الأخضر، ستسمح بتسريع وتيرة إنجاز مشاريع الطاقات المتجددة، التي تعتبر الركيزة الأساسية لإنتاج الهيدروجين الأخضر وكذا لتنويع مصادر الطاقة ضمن استراتيجية واضحة المعالم لانتقال طاقوي سلس وتدريجي.
فضلا عن ذلك، فإن هاته الاستراتيجية تولي كذلك اهتماما لإنتاج الهيدروجين النقي أو ما يسمى بالهيدروجين الأزرق، بهدف خفض بصمة الكربون في الصناعات الكيميائية
والبتروكيميائية والصناعات الثقيلة والتكييف مع انعكاسات سياسات الحياد الكربوني. كما يجب الإشادة بأن إعداد خطة
الطريق الوطنية لتطوير الهيدروجين يبرهن على مدى الانخراط التام لجميع القطاعات والهيئات المعنية من خلال مساهمتها الفعالة في إعدادها وعزمها في تجسيد على أرض الواقع لحزمة الخطط التي تم إدراجها وبرمجتها، خاصة الجوانب المتعلقة بالتشريع والتنظيم والسلامة والأمان وإنجاز المشاريع التجريبية والنموذجية.
وينبغي التنويه بأن الاستراتيجية الوطنية لتطوير الهيدروجين ترسم بوضوح التدابير والآليات التي سيتم
اتخادها عبر مراحل مدروسة مع مراعاة التدرج والأخذ بعين الاعتبار كل المتغيرات التكنولوجية والاقتصادية المحتملة وهذا بإدخال عامل التحيين والتحديث كلما تطلب الأمر ذلك.
إن التعريف بهاته الاستراتجية ونشرها على نطاق واسع سيعطي لكل الجهات سواءا كانت وطنية أو دولية رؤية واضحة ودقيقة عن طموح وأهداف الجزائر في مجال إنتاج وتطوير الهيدروجين كحليف أساسي للانتقال الطاقوي. وهذا ما من شأنه أن يفتح آفاقا جديدة من حيث استقطاب اهتمام المستثمرين و تكوين شراكات قوية حول عملية بعث شعبة الهيدروجين في بلادنا، هذا من جهة، ومن جهة أخرى يتيح لكل الفاعلين الوطنيين المشاركة في خلق ديناميكية اقتصادية حول شعبة الهيدروجين، و بناء نسيج من الشركات الصغيرة والمتوسطة والمؤسسات الناشئة.
كما وضعت هذه الاستراتيجية تكوين وتأهيل الموارد
البشرية وكذا البحث والابتكار ضمن أولى أولوياتها بالنظر إلى ما يكتسيه الرأس المال البشري من أهمية قصوى في نجاح أي مشروع تنموي بمواكبة التطور السريع في تكنولوجيات الطاقة الحديثة واستيعابها وتوطينها.
وفي الختام، أجدّد في هذه المناسبة عزم المحافظة على العمل مع وزارة الطاقة والمناجم ووزارة البيئة والطاقات
المتجددة ومع جميع القطاعات والهيئات و الفاعلين وعلى تجنيد كل كفاءتها وتجربتها العلمية والتقنية في سبيل توفير جميع مفاتيح النجاح للاستراتيجية الوطنية لتطوير الهيدروجين بصفة خاصة والاستراتيجية الوطنية للانتقال الطاقوي بصفة عامة و أشكركم على كرم الاصغاء.
رمضان كريم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.